رسالة ماجستير في كلية التربية للبنات تبحث أدب الفتيان عند هيثم بهنام بُردىٰ

نوقشت في كلية التربية للبنات قسم اللغة العربية
يوم الاثنين الموافق 2024-09-09
وعلى رحاب قاعة السمنار في عمادة الكلية
رسالة ماجستير للطالبة ديار محمد مهدي البياتي
والموسومة
أدب الفتيان عند هيثم بهنام بُردىٰ

يعد أدب الفتيان من نتاجات الأدب الحديث، إذ يختص بمرحلة عمرية معينة ويتضمن كل ما يكتب للفتيان من مسرحيات وروايات وقصص وسيرة، كانت بداية هذا النوع الأدبي شفاهياً، من خلال القصص التي تسردها الأم لأطفالها، وأول ظهور لهذا المصطلح كان في فرنسا نهاية القرن السابع عشر، وتطور على يد العديد من الكتاب، ثم أصبح له دور كبير في نشأة الفتيان، وترك أثراً في الأدب والمجتمع ، وتميز بإسلوب بسيط ومشوق، وأصبح يضم عدداً من الأجناس الأدبية ومن ذلك: الشعر بأنواعه والمسرح والرواية والقصة والسيرة، فكون مجالاً مهما للدراسة، ومنهم الكاتب هيثم بهنام بردى) الذي إهتم بفئة الفتيان، وكان له دور متميز فيه كونه من رواد أدب الطفولة والفتوة في المشهد الثقافي العراقي الحديث، فضلاً عن كونه صوتاً بارزاً وعموداً من أعمدة الأدب العراقي والعربي الحديث، وكان له حضور في دراستي هذه من خلال مسرحيتيه الحكيمة والصياد والعشبة وروايتيه (العهد، وسهيل وبنات نعش .

وتهدف الدراسة إلى إظهار دور الكاتب في أدب الفتيان وأثر كتاباته فيهم من خلال الإبداع والبلاغة والنصوص والإشارات التي تجذب هذه الفئة لأعماله الروائية والمسرحية.
وتضمنت الدراسة مقدمة وتمهيد وفصلين ينتهيان بخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع التي استخرجت منها كوامن البحث، وتضمن التمهيد محورين رئيسيين فكان المحور الأول: أدب الفتيان في النشأة والاصطلاح، والمحور الثاني في سيرة هيثم بهنام بردى الإبداعية، وكان نبذة عن سيرة الكاتب الشخصية والإبداعية وأهم أعماله السردية في أدب الطفولة والفتيان.

والفصل الأول إختص بدراسة البناء المسرحي في أدب الفتيان، تناولت فيه تعريف البناء لغة واصطلاحاً، وعرضت فيه الجانب النظري للبناء المسرحي وذلك من خلال أربعة عناصر درامية وهي: الصراع، الشخصية، الحبكة، الجوار) وتناولت تلك العناصر الأربع من حيث المفهوم والأنواع والأهمية، وقد قسم الفصل إلى مدخل وأربعة مباحث ، اهتم المبحث الأول بدراسة الصراع، والمبحث الثاني بدراسة الشخصية في مسرح الفتيان ، والمبحث الثالث: بدراسة الحبكة، والمبحث الرابع إختص بدراسة الحوار .

وجاء الفصل الثاني بعنوان البناء الروائي في أدب الفتيان عند هيثم بهنام بردى) بدراسة الروايات المختصة عند الكاتب واحتوى على المدخل وأربعة مباحث : إختص الأول بدراسة مكونات السرد في رواية الفتيان ممثلاً بالراوي والمروي له، واهتم المبحث الثاني ب الشخصية في رواية الفتيان وأنواعها وخصائص كل منها، وتضمن المبحث الثالث دراسة الزمان في رواية، والمبحث الرابع اهتم بدراسة المكان.
وتصب هذه الدراسة في دراسة المسرح والرواية بوصفهما أجناساً أدبية تخص فئة الفتيان ، وإظهار دور الكاتب وموهبته ومخزونه الإبداعي وأثره من خلال أعماله المسرحية والروائية التي أشرنا لها، وإن هذه الدراسة ما هي إلا محاولة بسيطة في خدمة الأدب الموجه للفتيان، إذ كانت باباً لدراسة أدب الفتيان في جامعة تكريت.

في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها تستنتج الباحثة الآتي:

لأدب الفتيان مميزاته من حيث اللغة والإسلوب والخصائص، فغايته هي الإمتاع والترفيه والإثراء اللغوي والثقافي ، وتنمية الذائقة الأدبية .
أظهرت الدراسة براعة الكاتب المسرحية والروائية، والقصص والسيرة ، ونجح في إتخاذها وسيلة لتوعية الفتيان ببعض القضايا الفكرية والثقافية والدينية.
أظهرت الدراسة أن المسرحية والرواية من الأجناس الأدبية الواقعية القريبة من المتلقي، وأظهرت القضايا المهمة في حياة الفتيان، والنتاجات الأدبية بتسلسل الأحداث وترابطها وتنوع الشخصيات، فضلاً عن البعد الجمالي والإرشادي الهادف .
إعتمد الكاتب في سرده للأحداث على ذاكرته وإختارها بعناية، فسرد روايتيه بإسلوب السرد الذاتي، وكشف عن موقف الشخصية من الموقف الذي تمر به، وهذا يشكل إسلوباً واقعياً في السرد، وصاغها بإسلوبه الخاص، فكانت الحبكة الدرامية في مسرحياته متماسكة وواضحة ومكثفة .
كان الحوار في مسرحياته صراعياً ومعبراً عما يدور في داخل الشخصية، وقد كتبه مؤلفه بلغة عربية فصحى سليمة تعكس طبيعة الحياة التي تعيشها الشخصية، وفي نفس الوقت كشف عن ميولها وطموحها ورغباتها وحالتها الشعورية، وقد نوع الكاتب في حواراته ما بين حوار داخلي وخارجي، والمونولوج أعطى الشخصية كامل الحرية في التعبير عما يجول في داخلها من نوازع وهواجس تسببت في الصراع.إتسم الحوار في رواياته بالواقعية والإيجاز والوضوح وكانت لغته ممزوجة بين العامية والفصحى، وفيها نوع من الغموض، وبرز ذلك من خلال توظيفه لبعض المفردات التي تحتاج إلى تفسير. للزمان أثر واضح في روايتيه، إذ وظف الكاتب تقنيات الزمن الروائي بأنواعها: كالاسترجاع والاستباق.
لعب المكان دوراً مهماً في رواياته ، إذ وصفه وصفاً دقيقاً مبيناً أهم معالمه، ليربط بين المكان وطبيعة الشخص الذي يسكنه، فوصفه بصورة بصرية جعلت المتلقي يتخيله بكل تفاصيله، واعطى البعد الإجتماعي لساكنيه، وركز على المكان أكثر من تركيزه على الشخصيات.
عمد الكاتب إلى القصص القرآنية والتراث الشعبي والحكم والأمثال والأساطير وضمنها أعماله المسرحية والروائية، فكانت تلك المصادر مادة أساسية لأعماله.


تألفت لجنة المناقشة من السادة الافاضل:
أ.د. نافع حماد محمد ... رئيسا
أ.م. أحلام عامل هزاع.... عضوا
م.د. مصطفى مزاحم مصطفى.... عضوا
أ.د. لقاء نزهة سليمان.... عضوا ومشرفا

وقد أوصت اللجنة بمنح الدرجة المطلوبة للطالبة

Related Articles